فصل: الشاهد السبعون:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.انتقاض منصور بن إسحق العم والحسين والمروروذي.

كان الأمير أحمد بن إسمعيل لما افتتح سجستان ولى عليها منصور ابن عمه إسحق وكان الحسين بن علي هو الذي تولى فتحها وطمع في ولايتها ثم افتتحها ثانيا كما ذكرنا فوليا سيجور الدواتي فاستوحش الحسين لذلك وداخل منصور بن إسحق في الانتقاض على أن تكون إمارة خراسان لمنصور والحسين بن علي خليفته على أعماله فلما قتل الأمير أحمد انتقض الحسين بهراة وسار إلى منصور بنيسابور فانتفض أيضا وخطب لنفسه سنة اثنتين وثلثمائة وسار القائد حمويه بن علي من بخارى في العساكر لمحاربتهما ومات منصور قبل وصوله فلما قارب حمويه نيسابور سار الحسين عنها إلى هراة وأقام بها وكان محمد بن جند على شرطته من مدة طويلة وبعث من بخارى بالنكير فخشي على نفسه وعدل عن الطريق إلى هراة فسار الحسين بن علي من هراة إلى نيسابور بعد أن استخلف عليها أخاه منصورا فملك نيسابور فسار إلى محاربته من بخارى أحمد بن سهل فحاصر هراة وملكها من منصور على الأمان ثم سار إلى نيسابور فحاصر بها الحسين وملكها عنوة وأسر الحسين سنة اثنتين وثلثمائة وأقام أحمد بن سهل بنيسابور وجاءه ابن جيد مزمر وقبض عليه وسيره والحسين بن علي إلى بخارى فأما ابن جيد مزمر فسير إلى خوارزم ومات بها وأما الحسين فحبس ثم خلصه أبو عبد الله الجهاني مدبر الدولة وعاد إلى خدمة السعيد نصر.

.انتقاض أحمد بن سهل بنيسابور وفتحها.

كان الأمير أحمد بن سهل من قواد إسمعيل ثم ابنه أحمد ثم ابنه نصر بن أحمد قال ابن الأثير: وهو أحمد بن سهل بن هاشم بن الوليد بن جبلة بن كامكان بن يزدجرد بن شهربان الملك قال: وكان كامكان دهقان بنواحي مرو قال: وكان لأحمد إخوة ثلاثة وهم: محمد والفضل والحسين قتلوا في عصبية العرب والعجم وكان خليفة عمرو بن الليث على مرو فسخطه وحسبه بسجستان ثم فر من محبسه ولحق بمرو فملكها واستأمن إلى أحمد بن إسمعيل وقام بدعوته فاستدعاه إلى بخارى وأكرمه ورفع منزلته ونظمه في طبقة القواد وبقي في خدمته وخدمة بنيه فلما انتقض الحسين بن علي بنيسابور على السعيد نصر بن أحمد بن إسمعيل سنة اثنتين وثلثمائة سار إليه أحمد بن سهل في العساكر وظفر به كما مر وولى السعيد نصر بن أحمد بن إسمعيل على نيسابور قراتكين مولاهم.

.مقتل ليلى بن النعمان ومهلكه.

كان ليلى بن النعمان من كبار الديلم ومن قواد الأطروش وكان الحسن بن القاسم الداعي قد ولاه على جرجان سنة ثلاث وثلثمائة وكان أولاد الأطروش يحلونه في كتابهم بالمؤيد لدين الله المنتصر لأولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان كريما شجاعا ولما ولي جرجان سار إليه قراتكين وقاتله على عشرة فراسخ من جرجان فانهزم قراتكين واستأمن غلامه فارس إلى ليلى في ألف رجل من أصحابه فأمنه وأكرمه وزوجه أخته واستأمن إليه أبو القاسم بن حفص ابن أخت سهل وحرضه على المسير إلى نيسابور وبها قراتكين وكان أجناده قد كثروا وضاقت عليهم الأموال فاستأذن الداعي في المسير إلى نيسابور فأذن له وسار إليها في ذي الحجة سنة ثمان وثلثمائة فملكها وأقام بها الخطبة للداعي الحسين بن القاسم وأنفذ السعيد نصر العساكر من بخارى مع حمويه بن علي ومحمد بن عبيد الله البلغمي وأبي جعفر صعلوك وخوارزم شاه وسيجور الدواتي فانهزم أكثر أصحاب حمويه وثبت القواد وجالت العساكر جولة فانهزم ليلى ودخل آمد ولحقه بقراخان ملك الترك جاء مع العساكر مددا فقبض على ليلى في آمد وبعث إلى حمويه بذلك فبعث إليه من قطع رأس ليلى في ربيع سنة تسع وثلثمائة وبعث به إلى بخارى وطلب قواد الديلم الذين كانوا مع ليلى الأمان فأمنوهم بعد أن أشار حمويه بقتلهم والراحة منهم فلم يوافقوه وهؤلاء القواد هم الذين خرجوا بعد ذلك على الجهات وملكوها مثل: أسفار ومرداويح وشبكين وبني بويه وستأتي أخبارهم وبقي فارس غلام قراتكين بجرجان واليا عليها ثم جاءه قراتكين واستأمن إليه غلامه فارس فأمنه ثم قتله سنة ست عشرة وثلثماثة وانصرف عن جرجان.

.حرب سيجور مع ابن الأطروش.

ولما قتل قراتكين غلامه سنة ست عشرة وثلثمائة وانصرف عن جرجان سار إليها أبو الحسن بن ناصر الأطروش من استراباذ فملكها وأنفذ السعيد لحربه سيجور الدواتي في أربعة آلاف فارس فنزل على فرسخين من جرجان وخرج إليه أبو الحسن في ثمانية آلاف راجل من الديلم فاقتتلا وكان سيجور قد أكمن لهم وأبطأ عليه الكمين فانهزم واتبعه سرخاب وشغل عسكر أبي الحسن بالنهب ثم خرج عليهم الكمين بعد ساعة فانهزم أبو الحسن وقتل من عسكره نحو من أربعة آلاف وركب البحر إلى أستراباذ واجتمع إليه فل من أصحابه وجاءه سرخاب بعد أن رجع عن سيجور وجمع عيال أصحابه ومخلفهم وقدم بهم وأقام سيجور بجرجان ثم مات سرخاب ورجع ابن الأطروش إلى سارية بعد أن استخلف ما كان بن كالي على أستراباذ واجتمع إليه الديلم وأمروه ثم سار إلى أستراباذ ومعه محمد ليظهر غناؤهم فخرج من سارية وولوا عليها بقراخان ووصلوا إلى جرجان ثم إلى نيسابور ورجع ماكان إلى استراباذ مع جرجان ولحق بقراخان بنيسابور وهذا كان مبتدأ أمر ما كان بن كالي وستأتي أخباره.